اخبار عاجلةراي الوطني

علاء عبدالمنعم يكتب: الدكاكين الصحفية وسماسرة التجديد النصفي “بالصحفيين”

في مطلع عام ٢٠٠٠ كتب الزميل الأستاذ عادل حمودة مقال بمجلة روزاليوسف، يصف فيه مشهد الصحف الخاصة وليدة قانون ١٩٩٦، والذي أتاح الفرصة لرؤوس الأموال إصدار مطبوعات دون التقييد بمعايير المهنة وأخلاقها، واصفا أياها بالتي تستصرخ وتتوسل للمواطن وهي علي ” فرشة” بائع الصحف لكي يشتريها. هكذا وصف حموده التجربة الوليدة وقتها ويبدو أن رؤية أستاذنا قد تحققت.

*الدكاكين الصحفية.

ولأنها صحافة لقيطة وطبعا اقصد بعضها، أو مطبوعة تعتمد علي توجه صاحب الدكان فتروج لنشاطه وتمدح هذا وتمجد في ذاك بهدف الحصول علي حنفية الإعلانات وقتها، وكلنا يعلم أن أشهر صحيفة مصرية صفراء، سجن صاحبها ومات في السجن بعد ارتكابه واقعة نشر لقطات كاملة لممارسات جنسية، لتستمر تلك الصحافة الصفراء للآن، لتخرج بعدها الي النور صحافة خاصة من نوع آخر وهي صحافة الإثارة.

*الإثارة.

لا أنكر قوتها الناعمة مثل جلود الأفاعي، استطاعت في وقت قصير جدا الوصول للقارئ بعد تقديم وجبة دسمة من مشاكل ومعاناة المواطن اليومية، ولكنها كانت وفي المجمل صحافة هادفة استطاعت أن تفسح لها مجالا علي الأرصفة لتنافس اعتي الصحف القومية وأوسعها إنتشارا.
لم تكن نقابة الصحفيين وقتها مستعدة لقبول محررين من تلك الصحف، أو بالأحري كان مشهدا جديدا علي النقابة العريقة، ومع مرور الآيام والشهور والسنين، أصبح أمرا اعتياديا قبول دفعات من هذه الجرائد الخاصة، الي أن وصلنا لما نحن عليه الأن بنقابة الصحفيين ؛ تكدس رهيب في جداول النقابة، بعضهم مهني يمتلك أدواته والبعض الآخر متطفل وفاشل يبحث عن من يموله بالبدل وغيره وهو جالس بلا عمل.

*جروبات الفشلة.

حقيقة لم أر صحفي بمؤسسة محترمة انشأ جروب علي الفيس بوك يهاجم فيه النقابة مثلما يفعل بعض الرويبضة الدخلاء علي المهنة ومن دفعوا مقابل تعيينهم ليحصلوا علي عضوية نقابة تمنح امولا لإعضائها، أو ربما بدافع مركبات النقص، في محاولة للظهور، وتشتيت الأنتباه عن فشلهم المهني معظم هذه العينة من الجهلاء تعلم جيدا أنها حصلت علي عقود إذعان وتعلم كل العلم انه سيتم فصلها لاحقا وبعلمهم لتقع النقابة بعد ذلك فريسة لإبتزاز هؤلاء، ليس هذا فحسب بل راح طموح بعضهم للترشح بإنتخابات التجديد النصفي مثل كل تجديد وجملة مسيرته المهنية لا تتعدي الأرشيف الذي قدمه للجنة القيد ومعظمه مصتنع، ممهور بخاتم وتوقيع صاحب الدكان والكل يعلم ذلك.

*البحث عن دور.

فجأة وهو يجلس بالبهو بعد تحول النقابة لمقهي
ويالا العجب، يهبط عليه الوحي يأمره بالترشح، وكلمات مدح من هذا وسخرية من ذاك “وتمشي العملية” من باب كسر الفراغ المقيت وإرضاء لغرور الفاشل وللأسف وصل بعضهم في السابق لعضوية المجلس والآن يتشبث به بكل قوته لأن استبعاده يعني عودته من جديد ليصبح صفر علي الشمال ومع هذا يستمر سيل القيد بلا رقيب أو حسيب أو حتي محاولة ضبطه. والسؤال ماذا سيفعل هذا الفاشل في مجلس نقابة عريقة مثل الصحفيين وكيف سيخدم زملاؤه وهو اصلا فشل في خدمة نفسه أو حتي في تحقيق نجاح واحد في حياته العملية؟!

*أنا صحفي.

وكأنه غير مستوعب للآن التحاقه بنقابة كان يحلم فقط في المرور من أمامها.

كنت قد كتبت بوست علي أحد جروبات (….) عن حقيقة بدل التكنولوجيا الذي يطلق عليه البعض راتب وهو صادق لأن من أحضره من علي المقهي ليعينه في الدكان قال له “راتبك ستحصل عليه من النقابة”
وبدلا من مناقشتي دخل أحدهم يسأل “متفزلكا” هو انت عضو نقابة ؟! كما لو كانت عضوية النقابة هي من تصنع الصحفي وليست رخصة لممارسة المهنة فقط.
عندما تسأل أحدهم اين تعمل ؟ وهو سؤال مشروع، يجيبك من العلياء أنا صحفي عضو نقابة!!! يعني إيه ؟! اذا كنت غير ممارس للمهنة فأنت لست صحفيا، بل متسول يقتات علي البدل لا أكثر، تلك هي الحقيقة التي يغفل عنها الجميع، إذا فشلت في تحقيق ذاتك بسبب امكانياتك المتواضعة عليك ترك المهنة والبحث عن عمل آخر يناسب إمكانياتك أما أن تتسول بدل عيني من الممكن أن يتوقف في أي لحظة، وتكتب بوستات هنا وهناك عن حصول جموع الصحفيين علي بدل من الدولة ووجب زيادته! جعل من المهنة أضحوكة.
كفي عبثا وعلينا إعادة ترتيب المنزل من الداخل . النقابة الآن في حاجة إلي رموز وشيوخ المهنة ومن لديهم القدرة علي اخراج تلك النقابة البائسة من عثرتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى