سياسة عربي ودولي

صحف عالمية: العالم “يراقب” قطر.. و”كوب 27″ ينتصر للفقراء

■ هدي معصراني – القاهرة:

هيمن انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر اليوم الأحد، على عناوين أبرز الصحف التي اعتبرت أن الحدث الأشهر رياضيا بمثابة اختبار “محفوف بالمخاطر” للدولة الخليجية.

كما تناولت الصحف إنشاء صندوق من شأنه أن يدفع تعويضات الأضرار المتعلقة بالمناخ للدول الفقيرة، وذلك في ختام أعمال مؤتمر المناخ، “كوب 27″، الذي عقد في مصر.

العالم “يراقب” قطر

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنطلق اليوم الأحد، في قطر، تعد اختبارا محفوفا بالمخاطر واستعراضا للقوة لدولة صغيرة تحاول لفت الأنظار إليها.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من كل التقدم الذي أحرزته الدوحة، فسيتم اختبار البلاد خلال ما يقرب من شهر بدءا من اليوم، حيث يستضيف البلد الصغير كأس العالم، وهو حدث جلب معه موجة كبيرة من التدقيق والنقد.

وقالت الصحيفة إن الأسابيع الأخيرة قد لفتت الانتباه مجددًا، على سبيل المثال، إلى محنة العمال المهاجرين “الذين عانوا أو ماتوا” في بناء البنية التحتية تمهيدا لاستضافة الحدث الرياضي العالمي، إلى احتدام النقاش حول قرار الدوحة حظر المشروبات الكحولية في الملاعب.

وأشارت الصحيفة إلى أن حجم الانتقادات أثار غضب المسؤولين القطريين، قائلين إن “الدولة تتعرض للتمييز بشكل غير عادل بطريقة تشير إلى وجود تيار عنصري خفي، وهذا يتجاهل الطبيعة الرائدة للبطولة”.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قوله: “استضافة الحدث الأبرز لكرة القدم في بلد ذي غالبية عربية ومسلمة للمرة الأولى هي لحظة تاريخية حقًا وفرصة لكسر الصور النمطية عن منطقتنا.. تتمتع كرة القدم بالقدرة على بناء أواصر الصداقة والتغلب على حواجز سوء التفاهم بين الأمم والشعوب”.

“كوب 27” ينتصر للفقراء

ركزت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية على إبرام المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” اتفاقًا السبت، لإنشاء صندوق من شأنه أن يدفع تعويضات الأضرار المتعلقة بالمناخ في البلدان المعرضة للخطر.

واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق يمنح الدول الفقيرة، التي دفعت من أجل هذه الخطوة لأعوام، انتصارًا كبيرًا طال انتظاره، كما أنه يزيل نقطة شائكة رئيسية في مفاوضات أوسع للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ونقلت الصحيفة عن المندوبين المشاركين في المحادثات قولهم إن “الصندوق الجديد سيستهدف البلدان الأكثر ضعفا”، موضحين أنه مطلب رئيسي من الدول الغنية “التي لا تريد تدفق الأموال إلى الصين وغيرها من البلدان ذات الدخل المرتفع”.

وأوضحت الصحيفة أن الصندوق سيخصص الأموال لما يعرف بأزمة “الخسائر والأضرار”، عند ارتفاع منسوب مياه البحار، والعواصف الأكثر قوة والآثار الأخرى التي يربطها العلماء بتغير المناخ والتي تسبب دمارًا مفاجئًا أو لا يمكن إصلاحه.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، وافق المفاوضون – الذين يمثلون الدول المتقدمة والنامية – على الإجراء في الساعات الأخيرة من قمة المناخ، “كوب 27″، المنعقدة في شرم الشيخ.

وحذر المسؤولون من أن صفقة الخسائر والأضرار كانت جزءًا من اتفاق أوسع لا يزال قيد التفاوض.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الغنية تريد التزامات أقوى من الدول النامية لخفض الانبعاثات في العقد المقبل للوفاء بأهداف المناخ الواردة في اتفاق باريس، الذي يدعو الحكومات إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين ويفضل أن تكون 1.5 درجة.

وأضاف المسؤولون، في حديثهم مع “الجورنال”، أنه كجزء من عملية إنشاء الصندوق، ستحدد الدول مصادر تمويل جديدة، مشيرين إلى أن “الدول الغنية تريد أن تساهم في الجهود كل من الصين ودول الخليج الغنية بالنفط وغيرها من البلدان ذات الدخل المرتفع في العالم النامي”.

وقالت الصحيفة: “سعت الدول الجزرية الصغيرة والدول المنخفضة، مثل بنغلاديش، لعقود إلى الحصول على المال لدفع ثمن الخسائر والأضرار.. لقد قاومت الدول الغنية – وهي المسؤولة عن معظم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري – منذ فترة طويلة، خشية أن تؤدي الموافقة على سداد المدفوعات إلى تعرض حكوماتها وشركاتها لخطر رفع دعاوى قضائية”.

وأضافت: “لا تزال هناك مجموعة من الأسئلة حول كيفية عمل الصندوق وما إذا كان بإمكانه التحرك بسرعة لمساعدة البلدان التي يقول العلماء إنها تعاني بشكل متزايد من آثار تغير المناخ”.

وتابعت: “من المتوقع أن تقود الولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للغازات الدفيئة، الجهود لتوفير التمويل المناخي للعالم النامي، وستحتاج إلى الحصول على هذه الأموال التي وافق عليها الكونغرس، حيث من المرجح أن تواجه الجهود معارضة الجمهوريين. ومع ذلك، فإن الاتفاق يمثل تحولًا مرحبًا به على نطاق واسع”.

الكونجرس.. وانقسامات “الجمهوريين”

وفي الولايات المتحدة، سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية على خلافات حادة بين الجمهوريين في أعقاب “أداء مخيب للآمال” في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وعدم حدوث “موجة حمراء” كانت متوقعة.

وذكرت الصحيفة أن اليومين الماضيين قد شهدا انقساما حاداً بين الجمهوريين البارزين حول الاستراتيجية التي سيتبعها الحزب بعد الانتخابات التي جلبت حكومة منقسمة للغاية، بعدما أبقى الديموقراطيون سيطرتهم على مجلس الشيوخ بينما استعاد الجمهوريون أغلبية مجلس النواب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين ناقشوا ما إذا كان الحزب “سيعدل رسالته أو يضاعف حدتها” بعد فشل ظهور “الموجة الحمراء”، واستشهدت الصحيفة بتصريحات “محبطة” أدلى بها السناتور ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري المخضرم بمجلس الشيوخ.

ونقلت الصحيفة عن ماكونيل، قوله: “كان أداؤنا ضعيفا بين المستقلين والمعتدلين لأن انطباعهم عن كثير من الناس في حزبنا، في مناصب قيادية، هو أنهم متورطون في الفوضى والسلبية والهجمات المفرطة. لقد كانوا خائفين، ولذلك انسحبوا”.

وقالت الصحيفة إن تصريحات ماكونيل لم تكن مجرد “تحليل” للموقف فحسب، بل كانت تهدف إلى قمع تمرد داخلي ناشئ من مجموعة من الجمهوريين المدعومين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بقيادة سناتور فلوريدا ريك سكوت، خلال أسبوع، عندما اندلعت الانقسامات العميقة داخل الحزب إلى العلن.

وألقى ماكونيل، وحلفاؤه، باللوم على المرشحين المتطرفين المتحالفين مع ترامب، في الخسائر التي تعرض لها الحزب الجمهوري، بينما هاجم المقربون من الرئيس السابق زعيم الأقلية بـ”اعتباره محافظًا ضعيفًا ومستعدًا جدًا لتقديم تنازلات”.

وفي مجلس النواب، قالت “فاينانشيال تايمز” إن المزاج السائد بين الجمهوريين كان أكثر إشراقًا إلى حد ما بعد أن نجحوا في استعادة الأغلبية في الغرفة الأدنى بالكونغرس، ولكن فقط بهامش ضئيل للغاية كان أضيق بكثير مما كان متوقعًا.

وفاز كيفين مكارثي، بإعادة انتخابه كزعيم للحزب في مجلس النواب في انتخابات القيادة الأسبوع الماضي، لكن العديد من الجمهوريين قالوا بالفعل إنهم لن يدعموه لمنصب رئيس المجلس في التصويت المقرر إجراؤه أوائل يناير المقبل، وقالت الصحيفة إن عملية التصويت هذه ربما تشهد موجة من الانشقاقات بين الأعضاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات بين الجمهوريين تفاقمت بعدما أعلن ترامب الثلاثاء الماضي، خوضه السباق الرئاسي في 2024، مما أدى إلى تفاقم الانقسام والقلق داخل الحزب.

وأضافت: “لطالما أراد العديد من المشرعين الجمهوريين أن يتقاعد ترامب عن الحياة السياسية بعدما أفسد انتخابات التجديد النصفي.. إنهم يرغبون في رؤية مرشحين بديلين يمكنهم خوض السباق الرئاسي بعد عامين”.

ونقلت الصحيفة عن جون فيهيري، وهو خبير استراتيجي جمهوري بارز، قوله إن “مهمة الجمهوريين الآن هي التأكد من أن العلامة التجارية للحزب تجعل من السهل عليهم الفوز بالبيت الأبيض في غضون عامين”، مشددا: “عليهم فقط أن يتوقفوا عن الجنون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى