أخر خبرإسكان مصراخبار عاجلة

علاء عبد المنعم يكتب: “الوزير جاي”

ثقافة توارثها المجتمع المصري من قديم الأزل، تؤكد حقيقة واحدة أن العاملين بالدوائر الحكومية، أو بعضهم لأكون دقيق لا يعملون ولا يجتهدون إلا عند سماع حضور الوزير في زيارة مفاجئة ولأنها مفاجأة يعلم الجميع حضوره قبل الموعد المحدد ببضعة أيام وربما أسابيع، نري هذا في معظم الوزارات والهيئات وسوف نصطفي وزارة واحدة من هذه الوزارات والتي ترتبط ارتباطا وثيق بالمواطن داخل المدن الجديدة تحديدا .

*استنفار
حالة من الإستنفار تنتاب جهاز المدينة المقرر زيارته بعد سماع حضور الوزير للمرور علي المشروعات، يصبح جهاز المدينة خلية نحل لتمر الزيارة علي خير ، والكل متأهب لهذه الزيارة، ويحاول المسؤول جاهدا تجهيز الإجابات علي الأسئلة المتوقعة ، مافيش نوم بقي.

*المشرفون
بتعليمات من نواب الجهاز ومعاونيه يتأهب المشرفون في النظافة والتشغيل والصيانة والزراعة والطرق والتنمية والإشغالات في وضع خطة محكمة لتظهر المدينة بمظهر لائق أمام الوزير وإن كانت غير ذلك، فتظهر معدات لا يراها المواطن إلا في تلك المناسبات سواء معدات نظافة أو زراعة، ويتحول الشارع الرئيس المؤدي الي جهاز المدينة وبعض الشوارع المقررة بالزيارة الي “باريس” مؤقتا لتمر الزيارة علي خير .

*نواب الهيئة
لا ينتهي الأمر عند حدود زيارة الوزير، بل من الممكن أن تكون الزيارة لأحد نواب هيئة المجتمعات العمرانية، ولكن هنا تختلف الأساليب ويتم استخدام تكنيك آخر ربما يكون مؤثرا من وجهة نظر الموظفين.. السوشيال ميديا. نعم السوشيال ميديا، فتعج الصفحات التابعة لجهاز المدينة، وبعض الصفحات المستأجرة بأعمال النظافة والزراعة والصيانة ويلتقط المشرفين الصور التذكارية بهذه المناسبة لإظهار أنهم يعملون بجد ونشاط لرفعة مدينتهم !!!

*الدوام
هذا السؤال ربما يكون كلاسيكيا، ولكن علي أن اطرحه، لماذا لانعمل ونعطي العمل حقه بغض النظر عن حضور المسؤول من عدمه، ولماذا نريد أظهار الحقيقة المزيفة، والبعيدة كل البعد عن الواقع ؟! لماذا لا نعمل بجد واجتهاد حسب الإمكانيات المتاحة؟! سؤال لم نجد له إجابة من عشرات السنون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى