أخر خبراخبار عاجلةراي الوطني
أخر الأخبار

علاء عبدالمنعم يكتب: شعوب لا تأكل اللحم.. ومقاطعة اللحوم واجب وطني

 

بعد الإرتفاع الرهيب الذي شهدته اسواق بيع الأبقار والجاموس لحما، ليصل سعر الكيلو الي ٣٠٠ جنيه بمحال الجزارة، ويبررون أن السبب في ذلك ارتفاع كلفة الأعلاف، وأعتقد أن الأمر خارج التضخم أو حتي إنهيار العملة لعدة أسباب أن هذه الأعلاف يصلح زراعتها ونكتفي ذاتيا منها وبأرخص التكاليف، فالذرة والردة وفول الصويا الي آخره من السهل زراعتها وتحويلها إلي اعلاف للماشية ، وأعتقد أن تكلفة العلفة لا تتناسب طرديا مع الأسعار الخيالية التي وصلت في بعض الأسواق الي ١٥٠ جنيه لكيلوا للحم القائم حقيقة ولكن جشع التجار وبعض المربيين هم من أوصلونا لهذا، يأتي من بعدهم الجزار الذي يبتاع اللحوم بضعف ثمنها وأكثر تشوقا المكسب السريع، وانا كمواطن اتخذت قرار بمقاطعة اللحوم البلدية؛ نعم مقاطعتها لحين استقرار الأسواق وحقيقة لست الوحيد الذي اتخذ هذا القرار بل الكثير بعضهم عن قناعة ليحارب الجشع والبعض الآخر رغم انفه لأنه غير قادر علي شراء اللحم الأحمر .
ورغم أن الانسان مخلوق قارت يمكنه أكل اللحوم والنباتات على حد سواء إلا أن مجموعات بشرية كثيرة لا تأكل اللحوم لأسباب دينية وثقافية وصحية مختلفة.. ففي الهند مثلا لا يأكل 80% من الهندوس اللحوم لأسباب دينية – ونسبة أقل منهم لا تأكل حتى المنتجات المتعلقة بالحيوانات كالبيض والعسل والزبدة ومنتجات الحليب المختلفة.. ولهذا السبب ليس غريبا أن تكون معظم المطاعم في الهند نباتية – حتى وإن لم تذكر ذلك على لوحاتها الخارجية – في حين تضطر المطاعم الإسلامية للإعلان صراحة عن توفر اللحم الحلال فيها..

ورغم أن الهنود هم الأكثر عراقة في هذا المجال إلا أن شعوبا كثيرة بدأت بالتحول الى الطعام النباتي هذه الأيام.. ففي دول الغرب المترف اختار البعض طواعية التحول للغذاء النباتي لأسباب صحية وأخلاقية بحتة.. فالبعض مثلا يمتنع عن تناول اللحوم خوفا من الأمراض – واللعنات – الناجمة عن أكل الأموات، والبعض الآخر اعتراضا على المعاملة القاسية التي تتعرض لها المواشي في التربية والذبح، وقسم ثالث تبنى معتقدات شرقية قديمة تعارض قتل ذوات الأرواح وتعتقد أن الحيوانات تجسيد لأشخاص عاشوا في الماضي، اما القسم الأخير فيشمئز ببساطة من فكرة قتل أي مخلوق بغرض تناول جسده فقط..!!

وكلنا يذكر حين انتشر جنون البقر في بريطانيا أن صحيفة الاندبندنت نشرت إن مليون عائلة بريطانية أقلعت نهائيا عن تناول اللحوم.. وهذا الانسحاب الجماعي يضاف لسجل الشعب البريطاني الذي يعد من أسرع شعوب العالم هجراً للحوم وتحولاً للطعام النباتي الخالص..

واليوم نري أن أكثر من 35% من البريطانيين نباتيين تماما و74% لا يتناولون اللحوم إلا نادراً، في حين يقدر أن ألف شخص يتوقفون عن تناول اللحوم كل اسبوع!!

ويلاحظ عموما أن ظاهرة التحول للطعام النباتي بدأت تنتشر في أوروبا على وجه الخصوص؛ ففي فرنسا مثلا أكد المعهد الوطني للإحصائيات ان 66% من الفرنسيين أصبحوا يفضلون الأكل النباتي في حين أصبح 24% منهم نباتيون بشكل كامل. وموجة التحول هذه بدأت منذ عقد السبعينيات حين بدأ لحم الحصان – الذي يعشقه الفرنسيون – بالاختفاء تدريجيا من مجازر باريس، في حين خف استهلاك الدواجن بسبب انتشار “دودة الخنزير” في قطاع الماشية ولم يكد الفرنسيون ينسون تلك الكارثة حتى ظهر جنون البقر ثم الحمى القلاعية ما عزز تمسكهم بالغذاء النباتي!!

على أي حال؛ إذا استثنينا الإفراط في اللحوم الحمراء فلن نجد سببا صحيا مؤكدا يمنعنا من تناول اللحوم بل على العكس يعتقد أن هذه الميزة هي التي مكنت البشر من الاستمرار لآلاف السنين في حين انقرضت حيوانات كثيرة بسبب الجفاف واختفاء الغطاء النباتي! ولكن لن ينضبط سوق الماشية والعدول عن الأسعار الفلكية التي ضربت سوق اللحوم في مصر إلا بالمقاطعة الحادة ربما تكون سببا في الخروج من المأزق …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى