راي الوطني

محمد مختار قنديل.. يكتب عن: مياه الصرف الزراعي

من دراستي في هندسة عين شمس قسم مدني على يد أساتذة علماء في الري والصرف منهم الدكتور العدوي ناصف وآخرون ومن نشأتي في ريف المنوفية وتنقلي بين الزراعات في هذا الريف الخصب ومطابقتي العلم الذي تعلمته على ما رأيته وفهمته فإن أحسن تربة زراعية وأخصبها هي جنوب الدلتا لأنها تربة طمي أو خليط من الطمي والطين silt & clay وهي تسمح بالاحتفاظ بمياه الري كما تسمح بصرفها إلى العمق أو المصارف مما يحفظ منسوب المياه الجوفية بعيداً عن جذور النباتات لضمان التهوية الملائمة للتربة الزراعية وتحسين خواصها الطبيعية والكيميائية وخفض نسبة ملوحتها وعدم تعطن جذور النبات.

لذلك فهناك في ريف الدلتا بعض المناطق بها شبكة من الترع والمصارف وتم إنشاء مشروع للصرف المغطى منذ خمسينات القرن الماضي ولا أعرف هل تم تجديد هذا المشروع أم لا ومما لاحظته أن خط النبات فوق مواسير الصرف المغطى وحول غرف التفتيش كان أفضل منه في باقي أجزاء الحقل.

كانت الترع قبل التبطين بالأسمنت تملأ ثم تفرغ وعند فراغها من المياه كانت تعمل كصرف زراعي وبعد التبطين لا تصرف فيها مياه الصرف الزراعي ولكنها نظيفة وجميلة.

والآن إذا تم تحويل الري القديم بالغمر إلى ري حديث بالرش والتنقيط حيث يعطى النبات حاجته من المياه بدقة بدون زيادة أو نقصان مع الحفاظ على تهوية التربة وعدم تعطن الجذور فلن يكون هناك مياه صرف زراعي وإن وجدت ستكون قليلة ولو كانت نظيفة لتم الري بها لأن مياه الصرف الزراعي العادية وحدها ليس بها إلا آثار السماد والمبيدات أما مياه الصرف الصحي غير المعالجة فهي تلوث مياه الصرف الزراعي لما فيها من كيماويات كثيرة إذا اختلطا.

إذن اقتراحي هو الإسراع بتطوير نظم الري في كل الأراضي الزراعية مما يوفر مياه الري ويقلل الحاجة لمشروعات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها في الري وتتكلف عشرات المليارات وقد يكون اللجوء للمياه الجوفية والأمطار مناسباً في بعض مناطق مصر مثل واحة سيوة وواحات الصحراء الغربية وبعض مناطق سيناء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى