راي الوطني

زلازل شرق المتوسط.. بقلم: محمد مختار قنديل

 

يوم 6/2/2023 استيقظ العالم كله وخاصة العالم العربي والشرق الأوسط على سلسلة من الزلازل المدمرة التي بدأت بزلزال كبير بقوة 7.8 على مقياس ريختير وارتدادات أخرى بقوة أقل في شرق وغرب تركيا وتكشف ضوء صباح 6 فبراير على كارثة مروعة هدمت مئات المنازل وقتل فيها ألوف البشر فيهم كثير من الأطفال وجرح الكثير كل هذا في تركيا وشمال غرب سوريا.

وملأ الحزن قلوب الجميع خاصة أقارب ومواطني الضحايا وكل من شاهد الصور للأطفال والبشر وهم ينادون ولا نسمعهم ولكن لا حيلة أو قدرة على إنقاذهم.

ونحن نتمنى للشعوب التركية والسورية الصبر والسلوان وننصح أنفسنا بتفادي مثل هذه الكوارث خاصة إذا علمنا أن مصر بعيدة عن حزام الزلازل وإن كان البحر الأحمر نفسه تكون بعد زلزال قديم جداً أدى إلى هذا الأخدود العظيم الذي يبدأ من باب المندب ويمتد إلى خليج العقبة ثم البحر الميت ثم شمالاً.

واحتياطاً للشعب المصري الذي يشغل حوالي 10% فقط من مساحة مصر ولدينا الصحراء الغربية والشرقية وسيناء تشكل ما يساوي 90% من مساحة مصر مما يتيح لنا ألا نتطاول في البنيان أضعف المنشآت لمقاومة الزلازل وهي تسمى في الهندسة الإنشائية high rise buildings ولها حسابات خاصة لمقاومة الزلازل والعواصف الشديدة وعلينا أن نتوقف عن الإنشاء وسط العمران القديم بنظرية هز ودك.

نتمنى ألا يزيد ارتفاع المباني السكنية في مصر كلها عن أربعة أدوار حيث لا حاجة للمصاعد أو تعثر الإنقاذ أو إزالة الأنقاض ولكن نسمح بمباني عالية في الفنادق أو المباني ذات الطبيعة الخاصة وأن يتم تدقيق الحسابات والتنفيذ.

ونتمني أن تكون شوارع المدن والقرى الجديدة متسعة تسمح بحركة عناصر الإنقاذ والإسعاف وحركة الهواء والأشجار وحركة البشر.

ولنتذكر دائماً أن الكرة الأرضية عبارة عن ألواح عملاقة منها اللوح الأفريقي العظيم ويقول الحق في سورة الرعد الآية 4 “وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ” كما فسر ذلك علماء الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وقالوا إن الأرض عبارة عن 12 قطعة عملاقة.

وكلنا يعلم أن الأرض كرة معلقة في الفضاء لا يمسكها إلا الله والتوازن بين جاذبية الشمس وقوة الطرد المركزية لدوران الأرض.

وكلنا يعلم أن الله لطيف بعباده ويعلم ضعفهم وعدم قدرتهم على تحمل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وما زال عالقاً في أذهاننا فيضانات باكستان التي أغرقت ثلث هذا البلد الشقيق.

حفظ الله مصر أولاً وكل بلاد الدنيا التي تتبع هدى الله وحفظ منشآتها الاستراتيجية السد العالي والقناطر على النيل ودور العبادة ودور العلم والتعليم والآثار والمتاحف ومصانعها وحقولها وكل ثرواتها هبة الله واحفظ يا رب ثروة مصر في البحر المتوسط.

كان المنجمون يحددون أماكن المدن الجديدة كما فعل جوهر الصقلي عندما اختار موقع القاهرة عاصمة الفاطميين في مصر أما الآن فإن من يختار أماكن المدن الجديدة هم الجيولوجيون الذين يبحثون عن فوالق أرضية أو ضعف في التربة وغيرها ويبتعدون عنها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى