راي الوطني

منتهى الألم.. بقلم: د. عبد الرحمن أمين رمضان

على غير العادة في كل مقالاتي السابقة للأسف الشديد وانا بيعتصرني حزن كبير ربنا وحده العالم اد ايه هغير نمط كتابتي للمرة الأولى عشان اقدر اوصل رسالتي من غير لف ودوران…

للأسف كنت مفكر أن الموت نهاية عذاب أو نهاية علاقة أو بداية تصالح أو حتى غفران لكن اني الاقي ناس بتفرح في الموت هو ده منتهى الألم..

منتهى الألم أن يكون لفظة بني آدم تطلق على حد زي ده مش كده بس بل بمنتهى البجاحة يحضر العزاء ويبدو عليه علامات التمثيل الفاشل وهو من جواه بيرقص من الفرح لا والغريب الناس اللي زيه أصحاب أقنعة الوجوه المتعددة أهل النفاق والموائد يدوروا على بعض ويتحول العزا إلى قعدة شماته..

منتهى الألم انك تكون مش طايق حد في الدنيا والكل عارف انك مش مسامحه ولا عايز تعرفه ويجي يوم موتك يدعي حبك لا مش كده بس لا ويقول بمنتهى البجاحة انا مسامحك…

وقدام الخلق يلبس ثوب الطيب وهو شيطان رجيم يستحق الرجم.. منتهى الألم أن أصبح موت آحبائنا الفجائي موت لنا احنا كمان صحيح كل شيء مردود لقضاء الله لكن فعلا منتهى الألم انك تلاقي حد بتحبه بتسمعه ويسمعك وبينكم عشرة طيبة أصبح فجأة مش موجود تفتكر في لحظة فراقه كل كلامه ومواقفه يختلط عندك الألم بالبسمة المكنونة لكن في، النهاية يغلب انهيار المشاعر فتلاقي دموعك هي اللي بتتكلم ولغة الكلام بقت الصمت…

منتهى منتهى الألم أن حد يعيش عمره كله يتمنى لحظة يرتاح فيها ولما تقرب اللحظة دي تلاقيه يفارق ويسيب ألم عميق جوه نفوسنا ونفضل تعبانين على فراقه منتهى الألم أن حد طيب وعندة لقب ومسمي يكون ولاده لسه محتاجين له وخصوصا بناته اكتر من صبيانه تلاقيه مشي من غير مقدمات وانت بتتالم يلح عليك سؤال واحد بس ليه…؟

اسمعني ما فيه ناس كتير مالهاش اي لازمة في الدنيا مش كانوا هم اللي راحوا بدل ما هم قارفين خلق الله مكايد ومصايب منتهى الألم انك تموت وأنت حي على فراق حد بتحبه.. ربنا يصبر قلب كل من فقد عزيز..

خلونا نقول للي سابونا من غير مقدمات واحنا بنحب التراب اللي بيمشوا عليه احنا هنفضل نحبكم حتى واحنا عايشين بمنتهى الألم…

 (اهداء الى كل إنسان عنده دم بيقدر ويحس بألام الناس.. ولا عزاء لمن عدم الأدب والاحساس).

أ.د عبد الرحمن أمين رمضان

استاذ تربويات العلوم النفسية والإجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى