سياسة عربي ودولي

الصين تسعي للاستحوذ على 9 مشروعات منتجة لمعدن اليثيوم في 5 دول أفريقية

بالتحديد في دول زيمبابوي وناميبيا ومالي وغانا والكونغو الديمقراطية

■ الوطني اليوم – القاهرة:

في الوقت الذي تسعى فيه دول كثيرة للتحول نحو الطاقة الصديقة للبيئة، تكثف الصين جهودها للاستحواذ على أكبر كمية من معدن الليثيوم في أفريقيا، لسد احتياجات المصانع المنتجة لبطاريات ليثيوم-أيون، والأجهزة الكهربائية، الألواح الشمسية في البلاد.

ويفسر تزايد الطلب على الليثيوم، إعلان مجموعة مصانع صينية متخصصة في تصنيع سيراميك الحمامات، تحويل جزء من نشاطها لصناعة المواد الخام لبطاريات السيارات الكهربائية، والتي تعتمد على المعدن بشكل رئيس، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، اليوم الأربعاء.

وساعدت هذه المساعي إلى ارتفاع سعر المعدن بمعدلات كبيرة منذ بداية العام الجاري، ليسجل سعر كربونات الليثيوم، وهي مادة مكررة، نحو 587500 يوان (ما يعادل 81349 دولارا) للطن يوم الجمعة الماضي، بحسب بيانات رسمية.

وتشير تقديرات نشرتها شركة الأبحاث الدولية “فيتش سوليوشنز”، أن ما يقرب من 9 مشروعات لليثيوم يجري تطويرها في أفريقيا وبالتحديد في دول زيمبابوي، وناميبيا، ومالي، وغانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، متوقعة أن تحدث طفرة كبيرة في تجارة المعدن في الدول الأكثر طلبًا له وهي الصين.

وتحتل كل من زيمبابوي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مركزين ضمن أعلى 10 دول على مستوى العالم امتلاكًا لاحتياطيات الليثيوم.

وقال خبراء اقتصاديون ومعنيون بقطاع المعادن بحسب “إرم نيوز”، إن الثروة المعدنية غير المستغلة في دول أفريقيا من الممكن أن تلبي احتياجات العالم من الليثيوم، لكن هذا الأمر مرهون بإقامة مصانع داخل البلاد.

عقبات التعدين في أفريقيا

وأوضح أستاذ الاقتصاد المتخصص في المعادن بجامعة لندن مارك فيليب، أن “تعامل الصين وحتى دول أوروبا مع أفريقيا على أنها مورد للمادة الخام لليثيوم، لن يدعم الصناعات العالمية القائمة عليها، على المدى القريب”.

لكنه أكد أنه “بات ضروريًا على العالم النظر إلى أفريقيا على أنها مقصد لبناء كيانات صناعية عملاقة في جميع القطاعات، خاصة بعد الأزمات التي طرأت على السوق العالمي بداية من جائحة كورونا ثم أزمة سلاسل الإمداد والتحديات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية مؤخرًا”.

وأشار إلى أن “عمليات التعدين في أفريقيا الآن تتم في نطاق ضيق، وتباع المواد الخام وتحديدًا الليثيوم من تاجر لآخر دون التقيد بأسعار السوق العالمية، وبالتأكيد هذا خيار غير مناسب لخدمة اقتصاد تلك الدول”.

وفي حديثه لـ “إرم نيوز”، أكد أن “التقديرات العالمية التي تشير إلى أن احتياطيات أفريقيا من المعادن تتجاوز30% من إجمالي الاحتياطيات العالمية غير دقيق؛ لأن البلاد لا زالت بكرًا وغير مكتشفة حتى الآن، وفق قوله.

ووافقت حكومة زيمبابوي على عرض مقدم من مجموعة مستثمرين صينيين لتشييد مجمع معادن تستخدم في صنع البطاريات بقيمة 2.83 مليار دولار لمعالجة المعادن بما في ذلك الليثيوم والبلاتين والنيكل، حسبما نقلت مجلة “أفريكان بيزنس”.

توطين صناعة السيارات والألواح الشمسية

بدوره، قال أستاذ الجيومورفولوجيا المصري، عبد الله علام، لـ “إرم نيوز”، إن “الصين تشهد موجات حرارة عالية بسبب أزمة الطاقة، وهذا الأمر أدى إلى تعليق عدد كبير من منتجي الليثيوم عملياتهم لحين وضوح الرؤية، وبالتالي أدى نقص المعروض إلى ارتفاع سعره”.

وأضاف أن توظيف الموارد الأفريقية غير المستغلة قد يؤدي إلى توطين صناعة السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية في تلك الدول، خاصة وأن الليثيوم متوفر بأسعار أقل من الأسعار العالمية لكن ينتظر عمل قيمة مضافة عليه.

وتحتل أستراليا المرتبة الأولى كأكبر منتجي الليثيوم في 2021 بنحو 55.4 ألف طن، وتأتي تشيلي في المرتبة الثانية بحجم إنتاج يتجاوز 26 ألف طن، في حين تصنف الصين في المرتبة الرابعة بحجم إنتاج يقدر بحوالي 14 ألف طن. وفي المركز السادس جاءت زيمبابوي بإنتاج 1.2 ألف طن، ثم البرتغال والولايات المتحدة بنحو 0.9 ألف طن لكل منهما.

ورأت محللة التعدين في شركة “فيتش سوليوشنز”، صابرين شودري، أن أسعار الليثيوم المرتفعة حاليًا مع توقعات الطلب القوية من قطاع البطاريات، ربما يعزز استفادة الدول الأفريقية من الاستثمار الصيني من خلال خلق فرص عمل ودفع الضرائب ونقل التكنولوجيا والتمويل الكبير إليها، وفقًا لدراسة منشورة على الموقع الرسمي للشركة.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي العراقي وضاح الطه، “دراسات وأبحاث كثيرة تحدثت عن الليثيوم، بأنه قد يكون بديلا للبترول مع مرور الوقت، لكن هذا الأمر يحتاج وقتا طويلا حتى نقول إنه منافس”.

لكنه رأى أن توجه الدول نحو خفض انبعاثات الكربون ربما يضاعف الطلب على الليثيوم خلال الفترة المقبلة، وفي هذه الحالة لن يكون أمام الشركات الصناعية سوى الحضور في أفريقيا.

 

المصدر: إرم نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى